يوم غريب جدا .. طبعا صحيت متأخر عشان عندي برد و مناخيري حالفة ما تنمنيش .. الربيع الجميل جه و جاب معاه الورد التحفة و حبوب اللقاح و موسم التزاوج و الحساسية بمختلف انواعها .. مع اني شخص ربيعي جدا .. يعني بحب الورد و الجو اللي مش برد و مش حر .. بس في نفس الوقت بكره الشمس الحارقة اللي بتولع في عربيتي و انا رايحة الشغل و احس بالولعة كدة و مش عارفة افتح التكييف عشان البرد اللي عندي .. نزلت الحمد لله بعد ما حاولت اقنع نفسي اني انزل مع ان نفسي برده بتقنعني اكلمهم في الشغل و اقولهم مش هاقدر انزل .. بعدين قلت عيب مش هينفع .. الناس مستحملين التأخير بالعافية كمان هغيب ! و بدأت الرحلة للعمل المعتادة .. الطريق وقف عند المحكمة زي كل مرة عشان في كائن اسمنتي جديد بيتبنى و واخدين نص الطريق يشونوا فيه الرمل .. و عربيات الأمن المركزي بتقف في المكان ده برده .. ده غير الناس الجميلة اللي بتركن صف سابع قدام المحكمة او مكتب البريد .. بس الزحمة دي بتعدي في دقيقتين بالضبط .. و بعدين اليومين دول في زحمة بشر على البنوك عشان الورقة الصفرة بتاعت العراق .. الناس تقريبا بتبات قدام البنوك فعلا .. و دي الزحمة اللي بقت يومية عند بنك مصر .. بعدين وصلت عند الإشارة اللي عند عمر افندي .. لقيت في زحمة مش و مش ناوية تفك .. لقيت مكروباصات بتعمل اكروباتات كده .. قلقت الصراحة .. بعدين وصلت لحد الإشارة .. لقيت منظر دحكني موت كان نفسي اصوره .. لقيت الإشارة متعلق عليها جاكيت العسكري و مافيش حد واقف .. والله افترضت الأسوأ و التمست العذر برده للعسكري ده .. قلت هوا اكيد بياخد بريك ولا حاجة و الناس هرجلت عشان يعدوا و خلاص .. جو ابتدائي كدة .. لما المدرس يمشي ثانية الفصل يقلبها حفلة لمدة 3 دقايق .. بعد ما النص نقل اللي قدامي بعد شوية عشان اكشف الطريق .. لقيت الطريق للمحافظة فاضي .. و الناس مقطعة بعضها على الطريق للمختلط .. قلت يبقى اكيد في مظاهرات او اعتصامات العادي يعني .. ظهر كدة راجل طيب .. مع انه ما ادانيش الإنطباع ده غير بعد ما _ولا مؤاخدة_ اتحشرت في الزحمة .. قال الراجل الطيب يا مدام ما تدخليش من هنا ده بيكسروا العربيات هناك .. انا طبعا قلتله ليه .. لقيته بيقولي بطريقة كدة نرفزتني انتي حرة عايزة تروحي روحي .. مشكلته انه فقد الثقة في نفسه و الأمل انه يعمل فرق بسرعة .. المهم انا عديت و رحت فعلا لقيت الناس بتلف و ترجع و انا مش عارفة ايه اللي بيحصل و مافيش حل تاني غير اني الف و ارجع برده .. لفيت و نفسي افهم فيه ايه .. ايه سبب السحلة اللي انا فيها دي .. بس .. دخلت في قلب الزحمة .. و الأدب وحش في الزحمة .. لازم تقلب حمار و سواق ميكروباص عشان تمشي .. من هنا لهنا القطر وقف الطريق كمااان .. اللهم طولك يا روح .. طبعا وصلت المختلط و مشيت مع الناس كده .. لقتني في حواري غريبة و عالم تاني .. عالم تاني فعلا .. ناس بتجري على رزقها و انا منهم و في لخبطة و بنعافر عشان نوصل .. على الرصيف الشمال راجل شكله غريب قاعد في الأرض يخبط راسه في الرصيف .. و بعدين قام و مشي .. على نفس الجنب من الشارع كان فيه قهوة و دور طاولة حامي جدا بين اتنين و جنبهم صف كدة لناس قاعدين في حالة تيبس و في ايدهم الشاي .. مشيت شوية دخل في حارة فعلا اول مرة في حياتي رجلي توديني لمكان زي ده .. الناس كلهم على وشهم قبح و غباوة تليق بمسجلين الخطر .. كانوا مستغريبن من الزحمة و في حالة تربص كدة تقريبا مش متعودين على الحركة الزايدة في حارتهم .. و بعضهم مش في دماغه .. و ماشيين فعلا بيتجاهلوا العربيات بشكل مبالغ فيه .. لدرجة انهم يتخبطوا فيها .. مش عارفة متعمدين ولا ايه السبب للتصرف ده .. الحارة دي لحسن حظي وصلتني لتفريعة كدة خلتني اوصل للمحافظة .. و الطريق سلك من ساعتها و وصلت الشغل متأخرة ساعة زيادة عن الساعة اللي انا متعودة اتأخرها ! كنت اديتهم خبر ان الطريق في مشكلة و اني هوصل متأخر .. فالمدير اول ما شافني اداني ضحكة سخرية .. والله ماقدرتش الوم عليه عشان انا زودتها فعلا .. الشغل ما كانش كتير .. خلصت و طلعت السكن انام شوية .. لقيت التمريض كلهم فوق ماشاء الله و محتلين السراير .. اعدت في جنب اشرب الشاي بتاعي .. بحاول انسى اللي حصل في رحلة الذهاب للشغل .. و بدعي ان رحلة العودة للبيت تعدي على خير ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق